مُكَابَدَاتُ المُتنبِّي الأخيرة
…………………………..
رُوحِي ..
تُكَابدُ وَجدَها الأقصَى
وعُمري طَاعنٌ في الحُزنِ حتَّى الشَّــام
قلبي مُطفَـــأُ القنديل
لا زيتٌ فيُسرجُ هذه النَّــفسَ الجَمُوحَ
و لا بقايا من عراقِ الرُّوح
أو ذكرى حبيبٍ
من حَـلَبْ ..
اَلرُّومُ تعبَثُ بالمَدائنِ
تذبحُ النَّخلَ الكريم َ
و تستبيح ُمعابدَ النُّسَّــاكِ
و القمرَ المُسَيَّجَ بالبنفسجِ
فوقَ مئذنةِ الذَّهبْ . .
و أنا المتـيَّـــمُ بالعروبة ِ
أمَّـتي وجَعِي ،
و شِعري كالغَمامة ِ
مُثـقـلٌ بالدَّمعِ ،
مَن ذا يخبرُ الملكَ الجليلَ
فيسرج ُ الخيلَ المُطَهَّمَة َ الشَّمُوسَ
يردُّ للسيفِ المقاتل ِوجهَهُ ..
يا إخوتي ..
وحدي ..
و لي جسدٌ بلا وطنٍ يضمُّ جراحَه
جَسَدٌ .. تعمَّدَ بالدِّمَاءِ و بالتعبْ
يا أيُّــهَا الوطنُ الحزينُ
و كنتَ مُمتلئاً سَنابِلَ
أيُّــهَا الوطنُ الذي حمَّلتني
قلماً و زيتوناً و سيفاً
قد كتبتكَ فوقَ رُوحِي
ثم أقفلتُ النَّشِيدْ
أنا رَاحل ٌ. .
أنا رَاحلٌ ملءَ الغيابِ ..
و حَسْبُ قلبي أنني
أطلقتُ فوقَ جِرَاحِكَ البيضَاءِ
أجنحةَ القصِيدْ