محمد الدوسري، أو «أبو طلحة»، أحد الأسماء اللافتة بين الفارين من سجن رومية المركزي في عام 2011 . وهو أخطر المطلوبين الإسلاميين لارتباطاته الوثيقة بتنظيم «القاعدة» الذي أوكل إليه تأسيس فرع للتنظيم في لبنان
يحوز السجين الهارب الكويتي محمد الدوسري، الملقب بـ«أبو طلحة»، والذي قتل يوم امس في سورية «مكانة خاصة» في تنظيم «القاعدة» لأدواره في أكثر من دولة. مكانته لدى التنظيم، بحسب المعلومات الاستخبارية، أعطته توصيف «أحد أخطر المطلوبين في سجن رومية».
وقد شاءت الصدف، التي قد تكون مدبّرة، أن يتمكن «المجاهد أبو طلحة» من الفرار إلى جانب ثلاثة سجناء من موقوفي فتح الإسلام. ملابسات الفرار لا تزال مجهولة، لكن رائحة التواطؤ تفوح في كثير من الأروقة. يفترض بالتحقيق أن يحسم القضية، لجهة ما يتردد عن تورّط ضباط أو لجهة كشف ما تردد عن وجود صلة لشخصية سياسية بعملية الفرار، لكن الحقيقة أن السجناء فرّوا و«أبو طلحة» استنشف هواء الخارج الى ان قتل يوم امس في سورية.
و لمحمد الدوسري «أبو طلحة» باعاً طويلاً في مجال الإرهاب، إذ يتّهم بالضلوع في العديد من العمليات الأمنية في العراق. ويتردد أنه متورط بالتخطيط لتفجير مركز تجاري في قطر ومراكز أخرى في المملكة الأردنية، ويواجه تهماً تصل عقوبتها الى الاعدام في قضايا عدة تمس أمن دولة الكويت، منها تحريض الشباب على القتال والجهاد في العراق وأفغانستان، فضلاً عن اتهامه بالقيام، مع شخص آخر يدعى فيصل المغربي، وأظهرت التحقيقات أن الدوسري والمغربي اتفقا على شراء سيارة لنقل المتفجرات الى السعودية لتنفيذ مخططهما هناك، وأقاما مخيماً في منطقة بر الوفرة لاستعماله مقرّاً للتخطيط «وتنفيذ أعمالهما التخريبية». ولدى انتباه «أبو طلحة» أنه في مرمى مراقبة الأمن قرر مغادرة البلاد، فتمكن من الهروب بواسطة جواز سفر مزوّر، علماً أن هناك امر قبض عليه صادراً عن إدارة أمن الدولة في الكويت. الجواز المزوّر مكّن «أبو طلحة» من تنفيذ مراده بالذهاب إلى باكستان، حيث تمكن من الحصول على فيزا دخول على ذلك الجواز، ليتمكن من الدخول الى باكستان والخروج منها في ما بعد.
أوقف «أبو طلحة» في أحد فنادق بيروت بعد دخوله الأراضي اللبنانية عبر مطار رفيق الحريري الدولي في الرابع من حزيران عام 2009 آتياً من أثينا بجواز سفر مغربي مزوّر. وقد أوقف استناداً إلى معطيات حصلت عليها استخبارات الجيش. استجوب الرجل على مدى أسابيع قبل أن يحال إلى القضاء العسكري حيث حكم عليه بالسجن مدة ثلاث سنوات بجرم حيازة جواز سفر مزور. وبرز اسمه بعدما طلب قاضي التحقيق العسكري فادي صوان إنزال عقوبة تصل إلى الاشغال الشاقة المؤبدة في حدّها الأقصى بحقه، ومعه السوري سمير حجازي، والطاجكستاني محمد زاهامو تياروف، بتهمة الاشتراك مع آخرين في تأليف عصابة سرية مرتبطة بتنظيم «القاعدة» والتخطيط للقيام بأعمال إرهابية في لبنان وسوريا
تمكن ابو طلحة محمد الدوسري الهرب من سجون لبنان ولكنه لم يتمكن من الهرب من دعسه باقدام الجيش العربي السوري